لماذا كان الإيمان بالغيب أول علامات التقوى؟
ولمذا جعل الله تعالى نفسه غيباً؟
وهل هو اختبار لنا أن نؤمن بما لم نره أبداً بدءاً من الموت الى القيامة والبعث؟
أولاً تعريف الايمان: لما سأل جبريل الرسول r ما الإيمان؟ قال r أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه وأن تؤمن بالقدر خيره وشره وأن تؤمن باليوم الآخر. أما متى أكون مؤمناً ؟ ما وقر في القلب وصدقه العمل فلا ينفع ايمان بلا تطبيق أو أن اطبق على مرادي أنا لا على مراد الله تعالى.
الإيمان بالغيب: ما هو الغيب؟ عند أهل اللغة هو الشك إطلاقاً لكن هذا ليس تعريفاً فاتفق أهل اللغة على اعتبار الغيب باعتبار توقيعه. الغيب ما غاب عنا ولكن يجب أن نقف عند مفهوم الغيب فهل الذي غاب عنا موجود أو غير موجود؟ الغيب لا بد أن يكون موجوداً . الغيب كتعريف إما غيب مطلق أو غير مطلق (نسبي) فقد يكون الشيء غيب عني ولكنه ليس غيباً عند غيري فإذا سرق أحد منك مالاً وخبّأه فمكان المال غيب عنك معلوم عند السارق وهذا هو الغيب غير المطلق. أما الغيب المطلق فهو نوعان غيب يمكن أن يُعرف فيما بعد وغيب مطلق لا يُعلم لغير الله تعالى. هناك غيب أطلعنا الله تعالى عليه وغيب سيطلعنا عليه فيما بعد وغيب لا يطلعنا عليه أبداً. وفي أواخر سورة لقمان ذكر تعالى غيبيات خمسة لا يعلمها إلا هو سبحانه (
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) والبعض الآن يشككون ويقولون أن جهاز السونار الآن يمكنه أن يعرف جنس الجنين وهو في بطن أمه ولكننا نقول أن الأطباء يعلمون بهذا الجهاز من في الأرحام لكنهم لا يعلمون ما في الأرحام ومن في الأرحام جزء من (ما في الأرحام) لأن ما المبهمة تشمل كون الجنين سعيداً أو شقياً وتشمل عمره ورزقه وكُنهه ودينه وشكله وكل ما هناك من أمور لا يعلمها إلا الله تعالى.
ارجو أن أكون عند حسن ظنكم.