بشرُ مثلنا

حين يبيتون .. فوق اوراق خريفٍ هشةٍ مبعثرة .. يغمضون أحلامهم على أحلام ذابلة ..
ويزرعون الآذان قطناً .... لئلا تدغدغ ألحانُ الحياة كبرياءهم ...
وتخدش أناتهم الموسدة بين الأنفاس .. بعذوبةٍ لا تطالها يد مبتورة ..

جين يستيقطون وفي الأذهان شوق لنومٍ آخر .. لحلمٍ وردي آخر ..
للحظات يتقاسمون فيها نقط ياء الحياة .. نصفاً بنصف ..
وفي السرب نفسه يحلقون مع كواسر .. مذّهبة الجناح ...
للخظات فقط لاتمر إلا في الاحلام ... يملؤن الكف ماءا زلال ..
ويستحيل في الفم المعشوشب رماداً الى حبات كرز ...
تتبادل الهمسات وترسم طريقا نحو البيت الذي ..
تُقدَّم رخاماته طبقا ... على مائدة العشاء ...

حين يبرز الصغار ...
وفي عيونهم عيون الأزقة التائهة .. تلك التي يلفها الحنين الى ماضٍ مرّ من هنا ..
لترسم فوق أفواههم صورة الغد المحلّى بالسكر والشهد المسال ..
وتخفي ارتجاف كفيها .. حين يدغدغون نياط قلبها .. بوثباتهم فوق جدر الأزمنة ...
وتحاول للحظة ان تنسى ... اقدامهم العارية .. والدمعة التي تستتر وراء المقلة المكحلة بالتراب ..

حين تشيح بوجهها _ تلك البائسة .. العاجزة _ عن صبية تحملقوا حولها ..
وتخبرهم ان ذرة من غبار الدنيا أقحمت نفسها .. في عينٍ مطفئة
وأجبرتها على الانكسار ... وسكب الدموع ...
وتطمئنوهم ان القلب لازال صخرة ً... لا تعرف الانحناء ..
وحين يكبرون .. تنقاد الى اسماعهم تمتمات الاخرين ... عن الأم المسكينة ..
التي ارهقها ثقل الفَقد والغربة ... وخِوار البطون الفارغة عِشاءا ... لصبيةٍ صغار
ويدركون ان حبة الغبار كانت خِنجراً تغرزها قسمات وجوههم البريئة
ونظراتهم المحدقة بيدين عادتا خاليتين ... حتى عن بسمةٍ مسروقةٍ من قصةٍ مضحكة

حين يجتمع هؤلاء ... على رصيفٍ مبهم المعالم ... ولافتاتٍ بلا أسماء او عناوين ..
فانهم يرسمون .... وجهاً آخر للحياة ... رمادي هو .. في قلبِ فراغٍ من الظلمة والسواد
يدور حوله أشباه البشر .. اولئكم الذن يقتاتون على الالم والصرخات الدفينة .. ومن جيوبهم ينساب و
يزحف الضباب في الجنبات .... يعكس على ذراته المبلورة ... صورة البرج العاجي المزين بالالماس ...
وقدح الشراب الذي ارتفع في السماء ... على أصداء نخب السلام والعيش الرغيد الهانئ
والاطفال الذين يجوبون الاحياء ... بفرحة خلابة ... وثغور تغطيها بقع الحلوى ...
لكن .... كل وهم وسراب الى زوال ... ويومــا ما ... لن يجدوا ضباباً يصب الصورة في قالب جديد
ويخفي .. الوجه الاخر للحياة ...

آمل أن اسمع رأيكم وانتقاداتكم ... لكم مني كل نحيـــة وود
سلاااااااااااام

ااااااااااااااااااااااااااه
حقا بشر جار عليهم الزمن وخاصمتهم الايام
قتلهم الامل
ورضعوا المأساة

كلمات معبرة و غاية في الرقة والابداع
ابداع يجب ان تواصليه
تقبلي مروري

كلام رائع ينبع من القلب ..هم فعلا بشر مثلنا ولكن ظروفهم تختلف اختلافا كاملا عن ظروفنا...انهم في احضان الماسي دائما...
مشكورة اختي ويعطيك الف عافية